FA EN AR
یکشنبه, 11 شهریور 1403
◉ بنیاد غیر دولتی و عام المنفعه حامیان دانشگاه عدالت ◉
فقه القضاء

فقه القضاء

سال انتشار: 1381

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله ربّ العالمين و صلّی الله علی سيّدنا محمّد و آله الطيّبين الطّاهرين

 

مقدمة: سياسات عامّة فى القضاء الإسلامى: 

 الدارس للقرآن الکريم و السّنة الطّاهرة يجد أنّ القضاء يحظی باهتمام کبير من قبل الشّارع الأقدس و يکون من أهمّ أجزاء خريطة الرسالة الإسلاميّة الکبری، کما يشهد لذلک نصّ الکتاب العزيز حيث عبّر عن اهتمامه بدور القضاء المصيریّ فی المجتمع البشریّ بجعله عِدلاً للکتب الالهيّة المنزّلة علی الرسل، فقال: « و لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط » [1] فالوصول إلی قمّة القيام بالقسط يکون رهن أمرين توأمين؛ فالأمر الأوّل هو البرنامج الالهیّ الشامل الذی لوحظت فيه کافّة الجوانب الدخيلة فی حرکة الإنسان نحو القمّة الذی يتجسّد فی کتب الله تبارک و تعالی الّتی أنزله علی أنبيائه (عليهم السّلام) و الثّانی هو آليّة تمکّن المجتمع البشریّ من تنفيذ ذلک البرنامج الالهی الشّامل و تلک الآليّة هی التی عبّر الله عنها سبحانه و تعالی  بالميزان.و کلا الأمرين ـ أی الکتاب و الميزان ـ يکونان معاً بيد القدوة الصالحة الکفيلة بصيانة البرنامج عن التّحريف و صيانة الميزان عن الميل الی الظّلم و الخسران.

فمن الطبيعی حينئذ أن يتمتّع القضاء الإسلامیّ بخصائص و ميزات تجعلها فی جنب کتاب الله الکريم ضماناً و ذريعة لإقامة العدل و الخير و إنجاز الأهداف المنشودة للإنسان فی الشرائع السّماويّة.

و نحن قصدنا أن نشير إلی بعض هذه الميزات فی مقدّمة هذا الکتاب بوجه موجز مستمدّين فی ذلک من الآيات القرآنيّة و روايات الأئمة الأطهار (عليهم السّلام) و لاسيّما ما ورد فی أقضيّة مولانا أمير المؤمنين(عليه السّلام) الذی کان أقضی الناس بشهادة سيّد المرسلين (صلّی الله عليه و آله و سلّم) و الذی جسّد فی فترة حکمه القصيرة جميع القيم الالهيّة فی مجال القضاء و سائر مجالات حياة الفرد و المجتمع،فصار مثالاً خالداً للعدالة و الهدی إلی يوم الدّين .

 


 

[1] سورة الحديد:25.

تعداد بازدید: 0