دانشگاه عدالت stamp
صفحه اصلی
1438/2/8
تمت قراءة رسالة المرجع الديني الاعلي من قبل رئيس جامعة العدالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي لعلماء الأديان و السلام
تمت قراءة رسالة المرجع الديني الاعلي من قبل رئيس جامعة العدالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي لعلماء الأديان و السلام
أصدرالمرجع الديني الاعلي الشيعة أيت الله العظمي هاشمي الشاهرودي (مد ظله العالي) رسالة موجه إلى المشاركين في المؤتمر الدولي لعلماء الأديان و السلام الذي تم عقده في العاصمة الأسبانية علي نحو التالي:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
 
ابتلى العالم اليوم - وكما يشاهده الكل - بظاهرة الإرهاب المشئومة بأبشع مظاهرها. واستخدام الطرق الوحشية واللاإنسانية من قبل هذه الفئات المنتسبة إلى الإسلام، رسم لهذا الدين الرحماني صورة مقرفة وكريهة. والأوضح أن الطريق الفعّال لتقوية موقع أعداء الإسلام ضده في حذفه من ساحات المعادلات الكلية العالمية هو إشاعة وتقوية مثل هذه الجماعات التي يتبعون أفكارا لاإنسانية ولاإسلامية لكنها في زيّ العناوين المقدسة مثل الإسلام والجهاد. والهدف هو تكوين إجماع عالميّ شامل ضد هذا الدين ومفاهيمه المقدسة حتى يضمحلّ في بحر التآزر الخارجي والداخلي لقدرة العالم الإسلامي.
وواجب العلماء في هذا المجال هو تبيين تعاليم الإسلام النيّرة ومفاهيمه القيمة. يجب عليهم اليوم - كمسلمي وعلماء القرون الأولى - أن يُسَمُّوا أرباب الأفكار الإرهابية – الذين يُعَدّون الآباء الفكرية لهذه الفئات التكفيرية – خوارجا، خرجوا من الدين، ويطردوهم من المجتمع الإسلامي. وهكذا يكافحون ظاهرة التكفير المشئومة والمجرمة ويُعلنون نفيرا عاما للتبري من هذه الفكرة الوسخة وذويها.
هل يمكن أن يتصور أن الدين الذي يدعوا حتى غير أتباعه في كتابه المقدس إلى الوحدة مع المسلمين حول المشتركات: ﴿قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلىٰ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَبَينَكُم أَلّا نَعبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشرِكَ بِهِ شَيئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعضُنا بَعضًا أَربابًا مِن دونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوا فَقولُوا اشهَدوا بِأَنّا مُسلِمونَ﴾ ويقول نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): "من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة." يُصدر الإذنَ في قتل الأبرياء من رجال المسلمين ونسائهم وأطفالهم ؟!
كيف يمكن أن يُتَّهَم الإسلام ُبالعنف وإشعال فتيل الحروب والقرآن الكريم يصرّح بأنه: ﴿وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ وكذلك يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ ثم يقول في مكان آخر: ﴿... وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ...﴾ 
كيف يمكن أن يوصَف التفجيرات والقتل الأعمى والمفاجاة للأبرياء بالجهادي والإسلامي والحال أن النبي وأهل البيت (صلى الله عليهم أجمعين) لا يجيزون القتل بهذا الشكل حتى الأعداء: (الإسلام قيّد الفتك). 
كيف يمكن أن يُسنَدَ ذبحُ الطفل أمام أعين أبيه وأمه إلى الدين الذي نهى عن ذبح الحيوان أمام حيوان آخر يرىه؟! : "إن أمير المؤمنين عليه السلام كان لا يذبح الشاة عند الشاة، ولا الجزور عند الجزور وهو ينظر إليه." وكذلك نهى عن ذبح حيوان ربىه الإنسان بنفسه مخافة أن لا يصاب بالقساوة وكذلك نهى عن الذبح في الليل مستدلا بأن الله جعل الليل سكنا لكل شيء. 
هذا المثال وعشرات الأمثلة من الكتاب والسنة يظهر لنا مدى العطف والحنان الإنساني - الإسلامي، وهناك شواهد لا يمكن الترديد فيها في أن فكرة التكفير والفئات التكفيرية الخبيثة والنحسة هي ضد الإسلام وخارجة عنه. والشيء الذي يمكن أن يسبّب النصر النهائي على هذه الجريانات المشئومة هو صحوة علماء الإسلام في معرفة جذور رشد الأفكار التكفيرية في العالم الإسلامي من جهة، و من جهة أخرى هو المناهضة الفكرية والثقافية الحاسمة، لتبيين الفكر الإسلامي الصحيح.
وكذلك على علماء الإسلام أن يخبروا العالم بمؤامرات أنظمة الهيمنة والإستكبار المشئومة العالمية التي تستخدم وتقوّي هذه الفئات الخبيثة واللاإنسانية لزرع الفتن في بلاد العالم الثالث كي يصيبوا في أهدافهم الإستعمارية. وعليهم أن يعطوا مواصفات وتحليلات دقيقة من المسائل السياسية كي يعرفوا على العالم الوجه الواقعي للأنظمة المستكبرة والمستعمرة العالمية. وهذا واجب إنساني وإلهي يؤكد عليه جميع الأديان السماوية وهذا هو الذي يطالبه جميع البشرية والأمم المضطهدة والمستضعفة في العالم.
أسأل الله لكم التوفيق في الخدمة إلى الأهداف العالية الإلهية. 

والسلام على من اتبع الهدى     
السيد محمود الهاشمي الشاهرودي
7 صفر 1438           
Review:
2777
التقييم
متوسط الإمتیازات:0 عدد الإمتیازات:0

عرض التعليقات (عدد التعليقات 0
إرسال التعليقات
اسم  
عنوان البريد الإلكتروني    
شماره تلفن
وصف    
خواندن کد امنیتی تغییر کد امنیتی  
قانون الضمان  
 
wikipedia
جامعة عدالت © ۱۳۹۵. كافة الحقوق محفوظة
Powered by DorsaPortal